روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | ما جاء في الخوف من الشرك...

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > ما جاء في الخوف من الشرك...


  ما جاء في الخوف من الشرك...
     عدد مرات المشاهدة: 2080        عدد مرات الإرسال: 0


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار» الحديث رواه البخاري: 1238 و4497 و6683 ومسلم 92 وغيرهما من حديث ابن مسعود.

قال ابن القيم رحمه الله: الند هو الشبيه، يقال فلان ند فلان، وند يده، أي مثله وشبيهه، قال تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:22].

قوله صلى الله عليه وسلم «من مات وهو يدعو من دون الله نداً» أي يجعل لله نداً في العبادة، يدعوه ويسأله ويستغيث به دخل النار.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

والشرك فإحذره، فشرك ظاهر *** ذا القسم ليس بقابل الغفران

وهو إتخاذ الند للرحمن *** أيّا كان من حجر ومن إنسان

يدعوه، أو يرجوه، ثم يخافه *** ويحبه كمحبة الديَّان

واعلم أن إتخاذ الند على قسمين:

الأول: أن يجعله لله شريكاً في أنواع العبادة أو بعضها وهو شرك أكبر.

الثاني: ما كان من نوع الشرك الأصغر، كقول الرجل: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت.

فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، قال: «أجعلتني لله نداً؟ بل ما شاء الله وحده».

وفي حديث ابن مسعود بيان أن دعوة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، شرك جلي، كطلب الشفاعة من الأموات، فإنها مِلك لله تعالى وبيده، ليس بيد غيره منها شيء، وهو الذي يأذن للشفيع أن يشفع فيمن لاقى الله بالإخلاص والتوحيد من أهل الكبائر.

فالشرك أقبح القبيح، وأظلم الظلم، وتنقصٌ لرب العالمين، وصرفُ خالص حقه لغيره، وعدلُ غيره به، كما قال تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1].

والشرك تشبيه للمخلوق بالخالق تعالى، ومشاركة في خصائص الإلهية من الضر والنفع والعطاء والمنع، الذي يوجب تعلق الدعاء والخوف والرجاء، والتوكل وأنواع العبادة كلها بالله وحده، فمن علَّق ذلك بمخلوق فقد شبهه بالخالق، وجعله شبيهاً بمن له الحمد كله، وله الخلق كله، وإليه يرجع الأمر كله، الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه، وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.